المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٧, ٢٠٢٣

«يد عالقة في الهواء»

صورة
 «يد عالقة في الهواء».. المسافة بين الذات الشاعرة وأخرى تطفو على الضوء  محمود حمد  ملحق جريدة عمان  الثقافي https://2u.pw/dSS4FwN لماذا يحاول الشاعر النجاة من ذاته بالخروج منها إلى مكان قريب يراقب ما يمسّ وجدانه؛ وكأنها لا تمتّ له بصلة على الرغم من حساسيته الشديدة، أو الخروج إلى ذوات أخرى تصاحبها لمجاورة الشعور بكل ما ينتج من هذه الحساسية تجاه الأشياء ومتغيّراتها. إن أقسى ما يمرّ به الشاعر هو عدم القدرة على تجاهل صمت الكون الذي يحوي صخبا شديدا ينشغل غيره بالصيرورة الظاهرة التي تفسّرها الملموسات أمام الرائي؛ دون أنْ يعني الآخرين أنْ تحمل هذه الصيرورة الكثير من أشكال المخاض المتعلقة بضرورة التّحولات الكونيّة، وهذه الطبيعة التي تشير إليها إليزابيث درو في ذاتيّة الشاعر «وييتس»؛ إذ يشعر أن شخصيّته أبعد ما تكون عن ذاتيّته، إلى درجة أنها تعيقه طوال حياته، بينما ايليوت يرى أن الشعر ليس تعبيرا عن الشخصيّة؛ بل هو هروب منها، وفي كل هذا اختلاف الشاعر في قدرته على الاحتراف بالسعي إلى الوقوف مقابل ذاته، وهذا كلّه مرتبط بالخصوصية المتعلقة بالإنصات إلى الذات والكون. فتحيّة الصقرية في مجموعتها الشعريّة

هوية الفرد في أزمنة المدن ج2

تطبيق سيميائي لنظرية “القارئ الضمني”   على ديوان “القفز في المنتصف” للشاعرة العمانية: فتحية الصَّقري الجزء (2)   حامد بن عقيل   مجلة الفلق    مستوى الاستذهان، مصنع الكذب:   مستوى الإدراك يتناول ما ذُكر في النصوص، لكن يليه مستوى الاستذهان لمعرفة ما لم يُذكر من خلال ما ذُكر، لأن النص الأدبي مهمته تحفيز القارئ الضمني ليخوض في النص ويقوم بتفعيله، وأن: “يجذب القارئ داخل الأحداث ويضطر إلى إضافة ما يفهم مما لم يُذكر. وما يذكر لا يكون له معنى إلا كمرجع لما لم يذكر. إن المعاني الضمنية، وليست ما يُعبّر عنه بوضوح، هي التي تعطي شكلاً ووزناً للمعنى” (أيزر، 1987: 10)، فقراءة النص تفعيل له، وتكوين للمعاني المثالية: “الموضوعات الواقعية ينبغي فهمها، والموضوعات المثالية ينبغي تكوينها، وفي كلتا الحالتين فالنتيجة نهائية من حيث المبدأ؛ فالموضوع الواقعي يمكن فهمه بشكل تام، والموضوع المثالي يمكن تكوينه بشكلٍ تام” (أيزر، 1987: 102)، وكل ذلك لا يتم إلا من أجل قراءة منسجمة للنص: “استجابة القارئ تتجسّد في شكل معانٍ وموضوعات جمالية تضمن للنص التماسك والانسجام” (سمير، 2005: 26)، إنها عملية تعاو

هوية الفرد في أزمنة المدن

  تطبيق سيميائي لنظرية “القارئ الضمني” على ديوان “القفز في المنتصف” للشاعرة العمانية: فتحية الصَّقري الجزء (1) حامد بن عقيل مجلة الفلق  إعادة إنتاج النّص: يتضمن كل عمل أدبي أو فنّي مستويين من الدلالة؛ مباشر ظاهر، وآخر ترميزي كامن، هذه هي النظرة التأويلية التقليدية للنصوص والآثار الفنيّة. وهي النظرة التي كانت فاعلة في قراءة وتحليل النصوص حتى سبعينيات القرن العشرين، حين تبلورت نظريات جماليات التلقي، وأصبحت حقيقة تطبيقية في الدراسات النقدية، وهي النظريات التي اقترحتْ مستوى ثالثا يضاف إلى المستويين السابقين لتحليل النصوص الأدبية وقراءة الآثار الفنيّة، المستوى الذي لم يكن مطروحاً للنقاش ولا للتطبيق، حتى على الرغم من “موت المؤلف” وقيام النص كأثر وحيد يتم العمل عليه. ذلك المستوى الذي كان مُغفّلا عند تناول النصوص ودراستها؛ ألا وهو مستوى جمالية التلقي بوصفه تفعيلاً للنص، فلم يعد مقبولاً الاكتفاء بمجرد وصف العمل الأدبي؛ لأن الوصف للعمل الأدبي لا يكون: “إلا تكراراً حرفيا للعمل نفسه، فهو يلاحق عن قرب أشكال العمل، بحيث لا يكوّن الاثنان شيئاً واحداً، فالوصف الأفضل للعمل هو العمل نفسه” ( تودوروف ، 19