«يد عالقة في الهواء»
«يد عالقة في الهواء».. المسافة بين الذات الشاعرة وأخرى تطفو على الضوء محمود حمد ملحق جريدة عمان الثقافي https://2u.pw/dSS4FwN لماذا يحاول الشاعر النجاة من ذاته بالخروج منها إلى مكان قريب يراقب ما يمسّ وجدانه؛ وكأنها لا تمتّ له بصلة على الرغم من حساسيته الشديدة، أو الخروج إلى ذوات أخرى تصاحبها لمجاورة الشعور بكل ما ينتج من هذه الحساسية تجاه الأشياء ومتغيّراتها. إن أقسى ما يمرّ به الشاعر هو عدم القدرة على تجاهل صمت الكون الذي يحوي صخبا شديدا ينشغل غيره بالصيرورة الظاهرة التي تفسّرها الملموسات أمام الرائي؛ دون أنْ يعني الآخرين أنْ تحمل هذه الصيرورة الكثير من أشكال المخاض المتعلقة بضرورة التّحولات الكونيّة، وهذه الطبيعة التي تشير إليها إليزابيث درو في ذاتيّة الشاعر «وييتس»؛ إذ يشعر أن شخصيّته أبعد ما تكون عن ذاتيّته، إلى درجة أنها تعيقه طوال حياته، بينما ايليوت يرى أن الشعر ليس تعبيرا عن الشخصيّة؛ بل هو هروب منها، وفي كل هذا اختلاف الشاعر في قدرته على الاحتراف بالسعي إلى الوقوف مقابل ذاته، وهذا كلّه مرتبط بالخصوصية المتعلقة بالإنصات إلى الذات والكون. فتحيّة الصقرية ف...