كمن سقطت على رأسه حديقة
كمن سقطت على رأسه حديقة -------------------------------------- لسبب ما يحدث أن يتأخر سائقُ التاكسي عن الوقت المتفق عليه؛ ممّا يضطرني للسَّير وحيدة، في شارع طويل مفتوح بحذاءٍ غير مريح، وقدمين متعبتين، منتصف الظهيرة، السيارات التي تتوقّف، ويبدي سائقوها رغبتهم في المساعدة، بعضُهم لا ألقي لهم بالًا، لا ألتفت، ولا أتكلّم، وبعضُهم الآخر أسمحُ لهم بالمغادرة مع كلمة شكرًا، وأحيانًا بدونها. أمشي، وأستريح في ظلِّ جدار دكانٍ لبيع الخردة، أجلس على كرسيٍّ بلاستيكيٍّ قديم مُخصَّص للعابرين؛ لأكتب رسالة مستعجلة لمن أحب أنا أيضًا أركض، أركض، وأشارك في المارثونات دون قصد، لكنّني أتوقّف كثيرًا، أتوقف؛ لأنظِّفَ الأرضيَّة والشبابيك، ولأغيِّرَ الستائر أتوقّف؛ لأشتري علبَ هواءٍ جديدة من دكاكين شبه مَنسيَّة؛ لأنزع الدبابيس العالقةَ في حذائي، أتوقّف؛ لأنّني أنسى فجأة كلَّ شيء، كمن سقطت على رأسه حديقةٌ كاملةٌ من الأغاني، أنسى كلَّ شيء، ويشغلني فيلم وثائقيٌّ بعنوان:” رحلة على جناحي فراشة”: ” جاهزة للاستيقاظ مع أشعّة شمس الربيع الأولى” “يذوب الثلج عن اليرقا...