المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ٢٧, ٢٠١٩

إلى أين نمضي؟

صورة
بدا الأمرُ، كما لو أني أتجوَّلُ في مزرعة ضخمة، قُطعتْ عنها المياه، منذ أشهر؛ لتأخُّر أصحابها عن سداد الفواتير، الشمسُ وحدَها على ما يبدو ظلَّت تشرق وتغيب، بفتور ومشقَّة، مثل عامل نظافة في مصنع للمبيدات الحشرية، لا أثرَ لشيء هنا سوى لقشورٍ لُبِّ عبَّاد الشمس المتكدِّسة على الحوافّ، لفحة الهواء الساخن المُحَمَّل بالغبار تضرب وجهي، من كلِّ اتجاه، السماء غيرُ مكترثة مغطَّاة بطبقات ضبابية رقيقة، تتجمَّع وتذوب في بعضها، أحوال الطقس تتنبَّأ بمنخفضاتٍ  جوية لا تأتي إلى أين نمضي؟ لا أعرف، وما الذي علينا فعْلُه؟ لا  أعرف، أتردَّد بين  (تاريخ الجنون) لميشيل فوكو،  و(سفينة الحمقى) لسباستيان برانت، و(عالم الصمت) لماكس بيكارد،  أن تكون بعيدا وصامتا لا يكفي لتشعر أنك سعيد، ولا تشكو   من شيء، لا تستطيع أن تغلق فمك، أو أن تمنع أصابعك من النقر على الكيبورد، للاعتراف بأن هناك شيئا ما  يحفر في أعماقك، يصفعك، ويطعن باطن قدميك، كلما  حاولتَ المشي آلافُ المدن تنهض من موتها في نومي، آلاف القضايا تنفتَّح ملفَّاتُها على طاولتي، ولا تنغلق، وجوه كثيرة تعبُر أمامي، يخيَّل لي أنها طيورٌ بيضاء، أو

لا شيءَ غيرَ أثرٍ مُداسٍ بأقدامِ الرُّعاة

صورة
قد يكون البحثُ عن الوسائل والطرق الحديثة التي تواكب نموَّ العالم السريع، في شتَّى المجالات، أمرًا سهلا، لكن تطبيق ذلك على الواقع قد يبدو صعبا للغاية، مالم يقع تحت إشرافٍ مباشر، ومتابعةٍ دقيقة من إدارة قوية تسعى للتغيير والتجديد والتطوير في بيئات العمل، واختيارٍ الموارد البشرية المناسبة، لكن ذلك يبدو أشبه بمعجزة في ظلِّ وجود مؤسَّسات لا تزال، إلى الآن، تعيش على نظامها التقليدي البائس، البعيد عن العالم العملي المتطوِّر، ولا تَصدُر منها أيُّ إشارةٍ من قريب أو بعيد، على النهوض بمستويات الإنتاج والتقدُّم والأداء الوظيفي؛ لأنها محتلَّة- على ما يبدو- من إدارات بيروقراطية، وكوادر تسير بالريموت كونترول، بنظام مسيطِر متحكِّم في كلِّ شيء، ببلادة، بأنا مرتفعة زائفة وفارغة تنظر للأعلى، ولن تعرف أبدا  أن الحياة الحقيقية تنبض في الأسفل، بكلِّ مكوِّناتها الطبيعية والغالية والمثرية، بيروقراطية تكرِّس فكرة الروتين القاتل، المستمِد لقوَّته وجبروته من غياب الرقابة والمتابعة الحقيقية، ذلك الروتين الباعث على الإحباط والكسل، بشكل أوتوماتيكي متواصل، والذي يسحق القدرات والإمكانات، ويقتل الشغف وال