بريد متأخر
بريد متأخر | فتحية الصقري العدد 190 | 8 أيار 2016 قبل أن تغلق باب سيارتك صباحًا، استعدادا للذهاب لعملك، لا تنسَ التخلُّص من نظرتك السوداء، أو أرجوك، إنْ نسيت فعل ذلك، قبل انطلاقك، يمكنك رميها في منتصف الطريق، اجمعها كلَّها، كلَّها بلا استثناء، اجذبها من جذورها، دعها تتطاير متفرِّقة، ثم واصل طريقك. لن يتلوَّث الهواء، ستأكلها حشرات فضولية، ستختفي تمامًا، ولن تضرَّ أحدًا. استبدلها بأخرى، تشعر بدقَّات قلب الطير، قبل رفَّة جناحيه، تصل لضجَّة كائنات البحر الدقيقة في أعماقه، قبل الوصول لحركة سفنه ومراكبه، تَلْمِس نيَّات الريح قبل الهبوب، استبدلها بأخرى، تعتقد أنها ستلتقي توأمها الروحي، تتمتم وهي تتأهَّب للمشي: شمسان تلتقيان عند مفترق الطرق، شمسان تقاطعان كلام العتمة في العاشرة صباحًا، أو غيمتان تعالجان بحنان حمَّى النهارات المرتفعة في صيف "نزوى". هل جرَّبت يومًا أن تدخل عليها فجأة، وتضبطها متلبِّسة بالملل والضجر والاكتئاب؟ ذات النظرة التي يخيَّل إليك أنها تبتسم؟ هل تصدِّق، إن قلت لك: إنني جلست معها، أسبوعًا كاملا بلياليه، أبحث ع...