المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٨, ٢٠٢٢

بحر وعشب ودراجة هوائية

صورة
أوقاتي ممتلئة، في الغالب، وسفري دائم، لا أشعر كثيرًا بالملل، التفاصيل الصغيرة في اليومي والمَعِيش تعذِّب هشاشتي، وتهذِّبها، تعيد لنفسي شيئًا مفقودًا، أو غائبًا، أدخلُ كلَّ يوم، رحلةً جديدة، تبدأ عبْرَ حواسِّي وروحي، وتتوقَّف كاستراحة؛ لفلترة الأشياء، قبل هبوط الليل، هناك ما يبقى، وهناك ما يذهب، ويختفي، ويتماهى أحيانًا، مثل قطرة في محيط، أُدوِّنُ على ورقة جانبية: أنا كائنٌ لا يصلح لمظاهر الحياة الاعتيادية. أعيش داخل حلم، وخارج هذا الحلم لا أوجد. بيني وبين الآخرين جدارٌ من الخوف، وأبوابٌ بأرقام سرِّية، لم تقاطعني يومًا فكرةُ السفر إلى بلد آخر، بالطائرة، لأسبابٍ كثيرة، سخيفة أحيانًا، وغير منطقية، أحيانًا أخرى، لكن ما الذي حدث؟ لا أعرف حتى هذه اللحظة، لا أعرف كيف ذهبتُ، ولا كيف عدت. الأمر كان أشبه بترجمة حلم؛ إذ وجدتُني في إحدى الليالي بين جدارين في ممرٍّ ضيِّق، قليل الإضاءة، بجناحين أبيضين، أرتفعُ تدريجيًّا عن الأرض. بعدها بفترة قصيرة، قررتُ فجأة حجْزَ تذكرةٍ للسفر، وبدأت بتجهيز حقيبة سفري، وكعادة مرضى الارتباط العاطفي، بأصغر الأشياء التي يتعاملون معها، يوميًّا، ملأتُ حقائبي بكلِّ صغيرة و