كما لو يباغتك سؤال، مثل هل أنتَ مستيقظ؟

 



مشاركتي في استطلاع نحمي أنفسنا بالقراءة أم نذهبُ للشقاء بأرجلنا

رابط المادة بموقع جريدة عمان (عمان الثقافي)

استطلاع: هدى حمد

https://www.omandaily.om/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A




الأمر أعمق من مسألة الأفضل والأسوأ، هو  بالنسبة لي أشبه بمحاولة إنقاذ حياة شخصٍ ما مهدَّد، على الدوام، بالغرق أو الانطفاء؛ الغرق الذي يؤدِّي إلى الموت؛ موت العاطفة والروح، أنْ تطفو مع 
الأيام، جسدًا فارغًا على السطح، بنظرة باردة، وقلب جامد، يخيفني.

أشبه بالانعتاق من ألمٍ ما، من قيودٍ كثيرة، من أسئلة الوجود والعدم. تأسرني متعةُ الهرب الدائم مع تلك اليد التي تمتدُّ في الخفاء إلى عالم جديد، ، التلهُّف والتذوُّق في الذهاب والغياب، والغرق، واقتناص تلك الدهشة التى تذيب القلب وتعذِّبه، هكذا كمن عثر على مصدرٍ للضَّوْء؛ ليهدِّئ روحه، باستمرار.

أعود إلى البدايات، إلى تلك الأيام، إلى مكتبة جدِّي التي لم أستطع الاقتراب منها كثيرًا؛ لتحفُّظه الشديد، وخوفه على كتبه من التلَف، أو الضياع. أتذكَّر عندما أخذتُ كتابًا مرَّة، وبدأت بقراءته، أشار عليَّ بأن أعدِّل طريقتي في إمساك الكتاب؛ كي لا تتأثر الأوراق. في ذلك الوقت لم تكن هناك مصادر حقيقية للكتب. كنت أقرأ أيَّ كتابٍ أجدُه في البيت. لم أكن أقرأ في مجال معيَّن، أو بشكل أدق، لم يكن بامكاني الاختيار، بل ما كان متوفِّرًا فقط، كنت ألتهم الجرائد والمجلَّات، أيضًا كان والدي مهتمًا بما يصل من الدول الخليجية والعربية. أتذكَّر أني ذهبت، مرّة، إلى بيت جيراننا؛ لأقترض كتبًا من 

مكتبتهم الصغيرة

القراءة مع الأيام صارت فعلًا يوميًا، افتتح به يومي، ولا يمكنني الاستغناءُ عنه، حاجتي إليها ملحَّة، كحاجة الإنسان للماء والهواء

طعامٌ يوميٌّ للروح، ومنبِّهٌ لا غنى عنه، كما لو يباغتك سؤال، مثل هل أنتَ مستيقظ؟






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوار الذي أجراه معي الشاعر صالح العامري في برنامج (في هواء الكتابة )

حوار مع جريدة الحياة

صباحُ الخيرِ، أيُّها العالم