لم أنس شيئا .. لم أنس أحدا










لطالما اعتقدتْ أمِّي أنَّني مسحورةٌ، وأنَّ ثمَّة تمائمَ مُخَبَّأةً في مكانٍ ما
لا أعرفُ ماذا كانَ يحصلُ في الكواليس
لكنَّ محاولاتِها لإقناعِ أبي، منذُ أنْ كنتُ في الخامسةَ عشْرةَ من عمري
 أنَّني لستُ على ما يرام، لم تتوقف.
أبي كانَ خائفًا
يفكِّرُ في عيونِ الجمهورِ المفتوحةِ، في الفرسِ الجامحِ
الذي يعدو بحريَّةٍ في الساحة.
بينما كلُّ النتائجِ  كانت تأتي عكسيَّةً تمامًا
اليومَ أصبحتُ أكثرَ قدرةً على التمثيل
أُخفي كلَّ شيءٍ ببراعة.
بالُ أمي أصبحَ هادئًا بعضَ الشيء
مشغولٌ بأشياءَ أخرى
بحياةِ ابنِها الوحيدِ، بمصيرِه، وهو يتأرجحُ بلا قرار.
قبلَ نحوِ خمسةَ عشَرَ عامًا توقفَ أبي عن المَجيءِ إلى البيت
سافرَ، إلى الأبدِ، محمولًا على أكتافِ أعدائِه
تاركًا خلفَهُ بيتًا صغيرًا، وتسعةَ أرواح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوار الذي أجراه معي الشاعر صالح العامري في برنامج (في هواء الكتابة )

حوار مع جريدة الحياة

صباحُ الخيرِ، أيُّها العالم