وخز متكرِّر في القلب




مشاركتي في استطلاع ملحق أشرعة الثقافي بجريدة الوطن 

الفكرة في النص الشعري .. وردة أم حجر .. ؟ !!!


في خضم نطاق الفكرة تعلق الشاعرة فتحية الصقرية بحقيقة حديثها وتقول: أعتقد أنه لا يمكن لأيِّ كاتب، أو فنّان مؤمن برسالة الفن والحرية أن يكون خاضعًا لاشتراطات تُملَى عليه؛ لينجز عملا أدبيًّا جيدًا ، معنى الكتابة هو معنى الجمال والحرية، معنى المشي والانطلاق بروح عارية باتجاه الكون والإنسان، والكتابة بالنسبة لي، كما قلت في حوار سابق مع جريدة الحياة (القصيدة هكذا كما أتصورها دائمًا: حرة متمردة غير منقادة لسلطة، أو أحكام، تعيش في الزمن الذي خلقت فيه، غير ملتزمة بشروط إيقاعات سابقة، لا أتدخل في حياتها، كل ما أفعله أنني أدخل بعد أن تفتح لي الباب، لأنتظر مشهدًا جديدًا يصور حال صوتي الخارج من ذلك العمق الغامض المليء بالأسرار).
وخز متكرِّر في القلب
وهنا أيضا تؤكد الشاعرة فتحية الصقرية: الكتابة عمل صعب ومجهد، وخز متكرِّر في القلب ، ألمٌ في الروح، التفات وترقُّب هائل، صخب دائم يخترق هدوءك، هدوءك الذي لا يمكنك حتى معرفة شكله، أو وصفه، بشكل دقيق، مموَّه، مخطوف، شبح يدور حولك، ولا تستطيع الإمساك به، تزاول عملك اليومي، وأنت مثقل بالأفكار، تقف، تجلس، ثم تقف مرة أخرى، تذهب وتعود، تظل تائها لعدَّة أيام، قد تمتدُّ لأشهر، في أماكن مجهولة مأهولة بالأسئلة التي تلاحقك، مثل كلاب ضالَّة، الأسئلة الشائكة الكبيرة التي تخطف أنفاسك، ولا تدع لك مجالا للاستراحة، تدور حول قبس من النار معتقدا أنه السرُّ الذي سيوصلك إلى حيث تريد، لا تستقر أبدًا على حال، تمضي في الاتجاه الآخر الذي غالبًا لا يقصده أحد، تبحث عن أشياء صغيرة مهملة، تعتقد أنها مهمة لتضمَّها في روحك بطريقة ملائمة، بطريقة تصيبك بفرح مباغت، أحب صمتي المتأمل للواقع ، الساخر المستفز، المتفاعل طوال الوقت مع مزاجي الهارب من ضجة الكلام، القريب والمائل بشدَّة للمشاهدة والقراءة، قراءة كل ما يصل لعيني، بمتعة المشي في الخيال مع تلك الأصوات المتقافزة في مساحاته الشاسعة، مثل قطيع من الأرانب الجائعة. إذن كتابة نصٍّ شعريٍّ بمثابة الذهاب في رحلة طويلة ممزوجة بالمتعة والمشقَّة والمفاجآت الكثيرة، تدخل الخوف في قلب قلقك، وتبطئ من سرعته، تفتح لك أبوابًا جديدة، تدلُّك على مناطق أخرى، ربما نسيتَها، أو غفلتَ عنها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحوار الذي أجراه معي الشاعر صالح العامري في برنامج (في هواء الكتابة )

حوار مع جريدة الحياة

صباحُ الخيرِ، أيُّها العالم